قضت المحكمة الجنائية الكبرى البحرينية نهاية الأسبوع الماضي بإدانة كاتب كويتي غيابياً بتهمة التعدي العلني على الإسلام، بسبب مقال نشره في صحيفة "الأيام" البحرينية قبل عامين تحدث فيه عن انتشار الإسلام بحد السيف. واعتبرت حركة الإخوان المسلمين في البحرين أن الحكم جاء مخففا. وفي أول رد فعل نفى "البغدادي" وهو كاتب أسبوعي في الصحيفة علمه بوجود قضية، قائلاً إنه لم يتسلم ورقة استدعاء من النيابة العامة أو المحكمة، وأوضح من الكويت أنه علم بالشكوى قبل عامين لكنه ظن أنها حفظت لعدم تبلغه تفاصيل منذ ذلك الوقت.
تفاصيل الحكم وقالت المحكمة البحرينية إن الأكاديمي والكاتب أحمد البغدادي تعدى بشكل علني على الدين الرسمي للدولة بأن نعته أنه انتشر بحد السيف، وغرمته 370 دولاراً أمريكياً، وهو ما اعتبره نائب من الإخوان المسلمين "حكماً مخففاً يفتح المجال للتعدي على ثوابت الدين".وبررت الأمانة العامة في المجلس الأعلى للقضاء عدم إعلامها المتهم بأن المحكمة المختصة قررت إعلامه بطريق النشر في الجريدة الرسمية بعد أن ثبت لها أنه غير مقيم في البلاد وليس له عنوان معروف. وأكدت المحكمة حق "المتهم الطعن في الحكم الصادر ضده وعرض دفاعه مكفول بنص القانون".
مقال البغدادي وكان الصحافي الكويتي قد كتب بصحيفة "الأيام" في 24 أكتوبر 2006 في مقال تحت عنوان "الحل الوحيد لأزمتنا" أن المثقفين لا يستطيعون القول إن "الإسلام لم ينتشر ولم يثَّبت (...) إلا بالسيف، بل أن فتح مكة نفسه كان بالسيف" لأن "سيف الإرهاب الديني مسلط على رقبة كل من يقول خلاف ذلك". وتابع الكاتب في دليل وصفه على انتشار الإسلام بالسيف أن "القرآن يتضمن عشرات الكلمات حول القتل والقتال بصورته الإسلامية المسماة بالجهاد والأحاديث النبوية حول القتال ومحاربة غير المسلمين الذين عليهم إما دخول الإسلام أو دفع الجزية بأسلوب مهين أو القتل أكثر من أن تحصى".وأبدى اتفاقه مع البابا في حديث سابق عن الإسلام، وكتب "الحق أن البابا لم يكن مخطئاً فيما ذهب إليه في أن الفكر الإسلامي فاقد للعقلانية".واعتبر البغدادي في مقاله أن وثيقة العهد التي كتبها الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب لسكان القدس من النصارى بعد فتحها سنة 15 هجرية/ 636 ميلادية "مجحفة ومتناقضة مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان".
"حكم مخفف"من جهته اعتبر الشيخ إبراهيم الحادي النائب عن كتلة المنبر الإسلامي (الإخوان المسلمون) أن "العقوبة لا تتناسب مع الجرم (...) لا يوجد ثمن لمن سب الدين وتعدى على ثوابته". وأضاف الحادي أن "الهزيمة النفسية أثرت على أصحاب هذا الطرح فهم يعيشون في شرنقة لا يريدون الخروج منها".وأكد "فخر النصارى بالوثيقة العمرية التي ما تزال معلقة في كنيسة المهد أبلغ رد على من يتهم هذه الوثيقة بالإجحاف". وقال إن "من ينتقد ويريد البناء يجب أن يكون لديه مشروع لكنهم (الليبراليون) لا يملكونه (..) أستغرب من أنهم يتهجمون على الأمة وهم يعيشون بينها".من جهته، وفي نبرة تحدّ قال "البغدادي" الحاصل على شهادة الدكتوراه في الفكر السياسي من جامعة أدنبره الأسكتلندية إنه "لا يوجد لدى التيار الديني مثقف واحد يستطيع الرد على المثقفين الليبراليين في أي مكان"، معتبراً أن اللجوء إلى القضاء "دليل عجز وعدم قدرة على مقارعة الحجة بالحجة".وحول وجود دليل على ما ذهب إليه، قال "البغدادي" الذي يكتب في صحف خليجية عدة إنه يمكن العودة إلى مراجع تاريخية عدة ومنها فتوح البلدان لصاحبه أحمد بن يحيى البلاذري الذي "تحدث عن فتح عمرو بن العاص لمصر بالسيف".وعلق النائب الإخواني قائلاً إن هناك فرقاً بين من "يحمل السيف إرهاباً وتخويفاً للناس وبين من يحمله دفاعاً عن عقائده الصحيحة" مضيفاً أن لكل العقائد الصحيح منها وغير الصحيح جيوشاً تحميها.
ليست المرة الأولى من جانبه قال عيسى الشايجي رئيس تحرير صحيفة الأيام إن المحكمة لم تعلم الصحيفة بالقضية. واعتبر "الشايجي" الذي يرأس جمعية الصحافيين البحرينية إجراءات المحكمة "غير عادلة"، مؤكداً عدم علمه بمن يقف وراء رفع الدعوى.وقال "الشايجي" إن إدانة المحكمة لن تؤثر على الصحافي الكويتي، مؤكداً نشر "عمود الكاتب الأسبوعي في الصحيفة كالمعتاد".يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يدان فيها أحمد البغدادي، فقد سبق أن أصدرت محكمة الاستئناف الكويتية في مارس 2005 حكماً بالسجن سنة مع وقف العقوبة لثلاث سنوات بعد اتهامه بـ "تحقير الدين الإسلامي".وما تزال المحاكم البحرينية تنظر في قضية رفعها الداعية المصري وجدي غنيم ضد صحيفة "الأيام" بتهمة الإساءة للإسلام
No comments:
Post a Comment