Saturday, January 26, 2008

أمين

من مدينة وجدة سأروي لكم قصة شاب مثلي عانى الأمرين، اسمه" أمين". حياته أصبحت جحيما، جريمته هو أنه كان يريد العيش مثله كباقي البشر. هذه القصة واقعية لا خيال. بعض الأحداث لم أعرفها عنه اٍلا من طرف بعض الجيران تلك التي تتعلق بطفولته أما عدا ذلك ،فكل ما تبقى رأيتها بأم عيني. هذا الشاب كان يعيش في حينا و لم يعد الآن كذلك ، لقد رحل عنا، فهو حي و ميت في نفس الوقت. منذ صغره كان يميل الى نفس الجنس، كان يحب اللعب مع البنات، ولا يعرف شيئا عن عالم الذكور. كان له 5 اٍخوة و كان هو رابعهم .
.
اخوه الثاني كان يقسو عليه ، كان يغير منه كثيرا، فقد كان أمين جميل جدا مقارنة مع باقي اخوته ، يخطف الأنظار. أمه تزوجت صغيرة و لم يكن باستطاعتها الاعتناء بهم كلهم و بزوجها الطائش، فكانت تصب جل غضبها عليه ، لن تتصوروا ماذا كانت تفعل به !!! لقد كانت تربطه بحزام كبير من رجليه بالسرير في غرفة مظلمة و تتركه يبكي وحيدا وهو مازال ابن 3 سنوات. و كان أبوه بمجرد ما يسمع صراخه يحمل ويرميه على الأرض بقوة حتى يفقد قواه. الى درجة أصبح فيها يهرب من المنزل ، لكن سرعان ما كانوا يجدونه.
.
استمرت الأحداث المريرة و هاهو الوقت يمر الى أن رحل هو وعائلته الى حينا . في تلك المرحلة كان مراهقا . فالتحق بالاٍعدادية لتبدأ سلسلة أخرى من المعاناة. لقد واجه صعوبة في التأقلم مع جو جديد ، ففي الحي كان هناك شبان كثر من بينهم أنا ، لم يكن يكلمنا بثاثا ولم نكن نعرف لماذا ، و لكنني الوحيد الذي أدرك حقيقته فقد كنت ألاحظه كثيرا حتى علمت أنه مثلي. ولم أشأ أن أخبر أحدا. ولكن الشيء الجيد أن كل أهل الحي كانوا يحبونه و يشكرونه لأنه كان يحترمهم، و كان مؤدبا جدا و لا أحد يعرف بمثليته لغاية الآن، ماكان يريد أن يكلم أحدا حفاظا على كرامته و كرامة أهله. فتعلق كثيرا بالدراسة ، و لكن سرعان ما كان مستواه الدراسي يتدنى بسبب الضغوطات التي كان يواجهها بالاعدادية. حيث كان يسخرون منه زملاءه بسبب تصرفاته المختلفة عنهم ، وكان غالبا ما يضربه الاساتذه ، حيث كان زملاءه يكيدون له بأفعالهم الجهنمية و ينادونه بالخنثى. و كثيرا ما كان يعود الى البيت و هو يبكي . وذات مرة رأيته يعود الى البيت و و جهه و يداه ملطختان بالدماء حيث صفعه أستاذ للغة الفرنسية . و الغريب في الأمر أن والداه لم يفعلا شيئا آنذاك.
.
و بعد انتقاله اللى مرحلة الثانوية، اختار ان يدرس في ثانوية بعيدة حتى لا يلتقي مع نفس تلاميذ المرحلة الاعدادية. ولكن كانت المسافة بعيدة، كان يقضيها مشيا على الأقدام و كثيرا ماكنت اراه يبكي، بل أحيانا كان يبكي يومبا عندما يذهب للدراسة و يعود الى المنزل، وكنت اتساءل ماذا يحدث له في البيت ، فاكتشفت أنه كان يذهب للدراسة دون طعام ، و كانا والداه يقسون عليه ولا يعطوه المال لقضاء حاجياته الدراسية، رغم كون عائلته كانت ميسورة الحال. بل لم يكن يجد ما يرتديه ، و لايتحمم اٍلا مرة في أسبوعين. أما عن اخوته فحدث و لا حرج. فكان يتعرض للضرب باستمرار حتى يكاد يغمى عليه. كان نحيلا، و كانوا ينادونه بالمعاق. ولكن رغم ذلك يا أصداقي، آه لو رأيتموه، كان دائما يحافظ على ابتسامته اللطيفة ،لقد كان رائعا في الجمال ، فعيناه كانت زرقاوتين كلون البحر الصافي و تتلألآن بحث تحس ببرائته وهو ينظر اليك، كما كان يحافظ على صلاته خاصة صلاة الجمعة والفجر في المسجد و يقرأ القرآن و لا يقول الكلام الفاحش.
.
لم أستطع الأقتراب منه يوما لأنه كان يخجل كثيرا، مرة واحدة تمكنت ان أكلمه، سألته اٍن كان له أصدقاء، لكنه كان يتهرب من الجواب ، فاحسست أنه كان خائفا من أكتشف مثليته ، فخشيت أن أربكه، فتبادلنا الحوار حول دراسته فأخبرني بطموحاته، بعدها تركته لأنه غالبا ما كان ليريد أن يتحدث مع أحد. كنت دائما اتسائل ماذا سيكون مصيره ، لم أكن أدرك حينها أن مستقبله كان على حافة الجرف ، و بأن طموحاته قد اندثرت ولم يبقى فيه سوى بريق من تلك العينين الجميلتين. فبعد حصوله على شهادة الباكالوريا بميزة حسن جدا علمت بأنه كان يحلم بأن يدرس صحفيا أو في أحد المؤسسات الخاصة ، حيث كل اخوته كانوا قد تابعوا دراستهم في مدارس عليا في فرنسا و بلجيكا و الرباط. و لما جاء دوره فاجأه أبيه بالرفض بحجة أنه لم يخصص له مالا لمواصلة دراسته. بل صرخ في وجهه عندما حاول أن يدافع عن حقه كباقي اخوته في التعلم . فاستسلم لأمر الواقع و التحق بالجامعة. هنا يبدا عالم آخر من الضياع، فغابت ابتساماته و أصبح شاحبا شاردا. كان يستيقظ مع الخامسة صباحا حتى يتسنى له الصلاة و الفطور و حتى يقل الحافلة مع السادسة و النصف لأن الجامعة كانت بعيدة.
.
كان يدرس بكد، لكن مع كل هذه السنوات من العذاب و احساسه بالاٍختلاف جعلاه ضحية مجتمع . حل رمضان، وفي أحد الأيام وكانت الساعة تشير الى تمام 18:25 دقيقة ،أي أن وقت الفطور قد حل . في تلك اللحظة كنت مع الحانوتي اشتري بعض الحاجيات، فرأينا شخصا قادما من بعيد يحمل محفظة ممزقة فعلمت أنه أمــــــين عائد من الجامعة كعادته ، لكن رأيته مختلفا بحيث لم أراه من قبل وهو في تلك الحالة ، رأيته يتكلم مع نفسه و يقوم بحركات غريبة ، فقلت ربما أنه يخاطبني أو يخاطب الحانوتي ، و لكن اقتربت منه فوجدته يرتجف فقلت ربما البرد، لا، لم يكن كذلك، لم يكن البرد ، كان قد تبـول على نفسه، و رائحته نتنة . لم أفهم ماذا حل به، ما كان كذلك!!! اقتدته أنا و الحانوتي الى منزله و لم يقل كلمة واحدة. وفي اليوم الرابع بعد الحادث ، كان صباحا ممطرا و حزينا ، و كان قلبي يدق بسرعة اشفاقا عليه، فذهبت لبيته لاتفقده، ودققت على الباب لتفاجئني أمه ،فقالت لي أن أمــــــــين في مستشفى الأمراض العقلية بوجدة و ربما سيبقى لمدة طويلة.
صعقت فقلت ما هذا القدر و رحت لمنزلي ابكي و أشكي حالته لله. ماذا فعل ليستحق هذا القدر . لم يكن عمره تجاوز 19 سنة حتى. ماذا كانت جريمته يا ناس !!!
.
ذهبت للمستشفى و كان وسخا جدا و يعمه الناس و الفوضى ، وتم ارشادي اليه . فوجدته جالسا على كرسي في حديقة هو و مجموعة من المجانين ليس فيها ولو زهرة واحدة. و جدته كما لو كان غائبا عن الوعي ينظر الى شجرة كانت أمامه لا يتحرك و لا يتكلم ، لكن بريق عينيه مازال مضيئا،ليفاجأني شخص كان ممرضا فسألني اٍن كنت من أقربائه فظلت أنظر اليه بلا جواب فقال لي أنه " أي امين" يعاني من انفصام في الشخصية، أي انه قد جــــن....اي ان حياته قد انتهت......ولكن على الاقل قد ارتاح من معاناته مع الواقع المرير. سامحني يا امين لأنني لم اساعدك في شيئ لأنني بدوري كنت ابحث عن حل لذاتي. ساشتاق لابتساماتك العذبة ،
منقول من

8 comments:

PATIENT OF THE GAYS said...

مرحبا ايها الصديق
اوجعت قلبى حزنا وانفطارا على امين
ولكنى ياصديقى أأخذ عليك انك لم تكن تحاول ان تتقرب اليه ولاتعتذر او تبرر بانك فعلت ووجدت منه اى امين انه لايريد .كان من الممكن مع اهتمامك به واحساسه بعطفك نحوه وحبه ان يكون هذا الامين فى حال غير الحال . ولكنها الاقدار ياعزيزى .ارجوك ان لاتفعلها ثانيه حقيقى والله قلبى انفطر ولى رجاء ان كنت تعرف مكانه لابد ان تزوره وتعتنى به على الاقل عامله بلطف واحسان لعله فى يوم يدرك ولعلك فى يوم تغفر لنفسك هذا الخطأ ومعذره لتحميلى لك مايعانيه امين نعم انت ليس لك دخل ولكن الانسانيه تحتم علينا ذلك فارجو المعذره واغفر لى وادعو الله ان يشفيه
مع تحياتى

romeo said...

صديقى العزيز
عودا حميدا للتدوين
وارجو ان تكون وفقت فى امتحاناتك
وفى خطواتك اللاحقة
بجد حدوتك مؤثرة اووى
الحياة مليئة بالمواجع ولا املك الاالتوجة لله والدعاء للجميع
بأن يريح الله قلوبنا ويهدينا للخير
امين
تحياتى لك
روميو

السندباد said...

what life we live here, are we punished for being gay, why people hates us, why we hate our self, i want to die,i want to end my life, i think this is what ameen wants to express to us, oh dear pity ameen may god bless u cause ur the victim of this cruel human behaviour
simbad

"Gay Boy" Weekly (Blogger Ricky) said...

عورت قلوبنا بهالقصة :(

امين عانى بشكل فظيع، من البيت والاسرة ومن الشارع ومن المدرسة.. لو كان هناك عالاقل مكان واحد يشعر فيه امين بالامان لما وصل الى ماوصل اليه، لو لاحظت كل مكان هو جحيم بالنسبة له خصوصا في هذا العمر. انسان تعذب جدا

لكن لا احد يلوم نفسه على عدم التقرب منه في وقته، لانك لاتعلم ولاغيرك ماكان يعاني منه الا بعد ان وقع الفأس بالرأس، فلا تستطيع لوم نفسك على شيء لم يخطر في بالك ولم تره بعينيك.. فالله وحده كان اعلم بحالة امين

uy said...

ذكرتني بايام لا اعادها الله
يجب ان نتكاتف كي لا يكون امين اخر في العالم


ننتظر جديدك

عاشق ياسمين الشام said...

قصة مؤلمة ، ذكرتني ببعض ما عانيت منه أيام المدرسة ، الله لا يرد هاديك الأيام.

تقبل تحياتي

Shams Al-Ma7aba said...

اسفين على التأخر في الرد الشرح لحقا


صديقي PATIENT OF THE GAYS :

أول شي القصة لم تحدث لي انا شخصيا انها قصة اقتبستها من http://www.gaymaroc.net/forum/
اعجبتني و نقلتها ولكن اتمنى صاحب القصة الشخصي ان يحاول ان يساعد أمين المسكين
وشكرا
تحياتي


صديقي العزيز روميو:

شكرا لك صديقي
اولا انتهيت من الامتحنات وبعد الامتحنات حصلت شغل و فصرت اشتغل و ادرس و لم ادون لشهور وزوجي العزيز كان مشغولا بدراسة و لكن عدناااا

امين يارب

تحياتي



عزيزي simbad

It's been forever that ppl hate us and for that we hate our selfs me i heated my self u know why coz all the ppl around me hated gays and eventhough socity or as we say arab socity hate every thing diffrant.

and sorry for the bad spelling

thanx
keep in touch


عزيزي Gay boy weekly

انا يا عزيزي ابكتني هذه القصة وعورت قلبي عدل
فعلا قصة امين لا تختلف عن قصص كثير لمعنات المثيلين في الوطن العربي كلنا عنينا الكثير ولكن

الضربة الي ما تقتلك تقويك
لهذا يجب ان نكون كلنا يدا واحدة

Shams Al-Ma7aba said...

صديقي gay from uae و عاشق ياسمين الشام

اولا اهلا وسهلا لمدونتنا
اما بعد
كلنا مررنا في فترة من حياتنا ببعض ما مربه ايمن ولكن الضربة الي ما تقتلك تقويك و يجب ان نتعلم من اخطائنا و نسعى لتوحيد كلمتنا ونحسن سمعتنا التي شهوها الكثير من المنحرفين الأخلاق من من يتاجرون بأجسادهم

وشكرا